الأحد 05 أكتوبر 2025

هجمات متواصلة تستهدف البنى التحتية في أوكرانيا… والضحايا المدنيون على الجانبين في تزايد

الهيئة الدولية  لحماية  المدنيين

كييف – تتواصل الضربات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا مخلفةً عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، في وقت تتعرض فيه المدن الأوكرانية لانقطاعات متكررة في الكهرباء والمياه نتيجة استهداف محطات الطاقة وخطوط السكك الحديدية.

ووفقًا لتقرير بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان (HRMMU)، فقد قُتل خلال شهر أغسطس الماضي 208 مدنيين وأصيب 827 آخرون في أوكرانيا، في تراجع نسبي مقارنة بشهر يوليو الذي شهد مقتل 307 أشخاص وإصابة 1,461. وأكد التقرير أن معظم الضحايا سقطوا في مناطق قريبة من خطوط التماس، بينما شكّل كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة الفئة الأكثر عرضة للخطر.

وفي أحدث الهجمات، أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة اثنين آخرين، اليوم الإثنين، في قصف استهدف مدينة زابوريجيا وأدى إلى تدمير عشرات المباني السكنية. وشهدت مناطق أخرى خلال الأيام الماضية سلسلة ضربات جوية وهجمات بطائرات مسيّرة، ما فاقم حالة الذعر بين السكان المحليين.

وفي روسيا، أفادت السلطات في مقاطعة بيلغورود أن ثلاثة مدنيين لقوا مصرعهم وأُصيب آخرون هذا الأسبوع نتيجة قصف أوكراني بطائرات مسيّرة استهدف مبانٍ سكنية ومحال تجارية. كما أعلنت وزارة الطوارئ الروسية عن إجلاء عشرات العائلات من المناطق القريبة من الحدود بسبب استمرار القصف المتقطع. وتشير تقارير حقوقية إلى أن المدنيين الروس يواجهون بدورهم أضرارًا مادية ونفسية متزايدة، رغم أن حجم الخسائر البشرية لا يزال أقل بكثير مقارنة بالأراضي الأوكرانية.

من ناحية أخرى، تواصل أزمة النزوح تفاقمها، حيث تشير بيانات مفوضية اللاجئين إلى وجود ما يقرب من 3.6 مليون نازح داخليًا في أوكرانيا، إضافة إلى أكثر من 6.8 مليون لاجئ مسجّل خارج البلاد، معظمهم في دول الجوار مثل بولندا ورومانيا وألمانيا. ويواجه هؤلاء تحديات متزايدة مع اقتراب فصل الشتاء، خاصة في ظل ضعف التمويل المخصص لخطة الاستجابة الإنسانية.

وتؤكد تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن أوكرانيا بحاجة إلى نحو 2.6 مليار دولار هذا العام لتأمين المساعدات الأساسية لحوالي ستة ملايين شخص، من أصل 12.7 مليون بحاجة ماسة للدعم، فيما لم يتم توفير سوى جزء من هذا التمويل حتى الآن.

ويحذّر مراقبون من أن استمرار استهداف البنية التحتية الحيوية، إلى جانب النقص الحاد في التمويل، ينذر بأزمة إنسانية أعمق قد تهدد حياة ملايين المدنيين على الجانبين خلال الأشهر المقبلة.