من غزة إلى لبنان وسوريا واليمن — المدنيون يدفعون ثمن التصعيد (آخر التحديثات حتى 30 سبتمبر 2025)

منذ اندلاع التصعيد في 7 أكتوبر 2023، تحوّل جزء كبير من الشرق الأوسط إلى بؤرة إنسانية حادة؛ المدنيون هم الضحايا الأبرز مع خسائر بشرية واسعة، نزوح جماعي، وانهيار الخدمات الأساسية في عدة دول. آخر التحديثات تُظهر استمرار الخسائر في غزة وتجدّد موجات العنف على الحدود اللبنانية، بينما تواصل سوريا واليمن مواجهة أزمات إنسانية ممتدة تتطلب استجابة عاجلة.
غزة — أرقام كارثية وتفكك للقطاع الصحي
تواصل وزارة الصحة والأمم المتحدة تسجيل خسائر يومية في غزة؛ حتى أواخر سبتمبر بلغ مجموع القتلى منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 65 ألف قتيل وإصابات تجاوزت 167 ألفًا.
الضربات استهدفت منشآت طبية ومراكز صحية بكثافة، مع توثيق مئات الهجمات على مرافق الرعاية الصحية خلال العامين الماضيين، ما أدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة. في أحدث حادثة، دُمّر مركز صحي رئيسي في منطقة السامر بعد إخلائه، ما قطع خدمات علاجية أساسية عن آلاف المرضى وزاد الضغط على المستشفيات المتبقية.
لبنان — ضربات بطائرات مسيّرة ومأساة مدنية متكررة
الحدود الشمالية والجنوبية تشهد توتّراً متواصلاً؛ ضربات بطائرات مسيّرة استهدفت مناطق سكنية في جنوب لبنان خلال سبتمبر، وأسفرت إحداها في بنت جبيل عن مقتل خمسة مدنيين بينهم أطفال. هذا النمط المتكرر يُنذر بتصاعد معاناة سكان القرى الحدودية ونزوح داخلي متزايد.
سوريا واليمن — أزمات مُستعصية تهدّد أجيالاً
في سوريا، ما يقرب من 16.5 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية خلال 2025، مع ملايين النازحين داخليًا وانقطاع الخدمات الأساسية.
وفي اليمن، ما يقرب من 2.4 مليون طفل دون الخامسة معرضون لخطر سوء تغذية حاد، ما يجعل التدخّل الغذائي والطبي العاجل ضرورة قصوى.
الآثار الميدانية المشتركة
نزوح واسع: تقديرات تُشير إلى نزوح نسب كبيرة من سكان المناطق المتأثرة، وصلت في بعض فترات التصعيد إلى أكثر من 80% في مناطق غزة.
انهيار الخدمات الصحية: العجز في الوقود والأدوية أجبر مستشفيات على العمل بقدرات محدودة، وزاد من وفيات غير مباشرة نتيجة تعطل العلاج.
تعطّل سلاسل الإغاثة: انخفاض شحنات القوافل وقيود الوصول كبّلا قدرة المنظمات على إيصال المواد الأساسية بانتظام.
تقييم سريع للمخاطر والنداءات العاجلة
البيانات الحالية تشير إلى أن استمرار العمليات العسكرية من دون فتح ممرات إنسانية آمنة سيؤدي إلى تفاقم مجاعة ووباء صحي واسع في مخيمات اللجوء والمدن المكتظة. المنظمات الإنسانية تطالب بـ:
فتح ممرات طبية وإنسانية آمنة.
حماية المنشآت الصحية والمساعدات بموجب القانون الدولي.
تمويل طارئ لوكالات الإغاثة لتجنب موجة مجاعة وسوء تغذية بين الأطفال.
الخاتمة
منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى نهاية سبتمبر 2025، دفع المدنيون ثمنًا باهظًا من الأرواح والبنى التحتية والخدمات الأساسية. دون إجراءات فورية وآلية دولية لحماية المدنيين وتمكين وصول المساعدات، ستصبح الكارثة طويلة الأمد ومن الصعب عكس اتجاهها.