"تقرير أممي يوثق جرائم حرب بحق المدنيين في روسيا وأوكرانيا… والمعاناة مستمرة مع اقتراب الشتاء"

كييف/موسكو — مع اقتراب الحرب الروسية–الأوكرانية من دخول عامها الرابع، ما زال المدنيون يدفعون الثمن الأكبر، بين قصف متصاعد على المدن والبنى التحتية، وتقارير أممية حديثة تكشف عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
في 27 سبتمبر 2025، نشرت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان تقريرًا جديدًا أكدت فيه توثيقها لعشرات الحالات التي تعرّض فيها مدنيون أوكرانيون للتعذيب وسوء المعاملة داخل مراكز اعتقال تابعة لروسيا أو في المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرتها. التقرير أشار إلى وجود حالات وفاة أثناء الاحتجاز نتيجة التعذيب أو الحرمان من الرعاية الطبية، مؤكّدًا أن الاعتقالات التعسفية مستمرة على نطاق واسع، وهو ما وصفته البعثة بأنه «قد يرقى إلى جرائم حرب».
ميدانيًا، ووفق بيان السلطات الأوكرانية في 22 سبتمبر 2025، استهدف قصف روسي مدينة زابوريجيا ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين، إضافة إلى تدمير أكثر من 30 مبنى سكنيًا. وفي الفترة بين 23 و25 سبتمبر، شنت القوات الروسية ضربات مكثفة بطائرات مسيّرة استهدفت محطات كهرباء وخطوط سكك حديدية، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل وتعطّل حركة القطارات. المدير التنفيذي لشركة السكك الحديدية الأوكرانية، أولكسندر كاميشين، حذّر في تصريحات يوم 24 سبتمبر من أن هذه الهجمات «منهجية» وتهدد سلاسل الإمداد الإنسانية.
على الجانب الروسي، أعلنت سلطات مقاطعة بيلغورود في 25 سبتمبر 2025 مقتل مدنيين اثنين وإصابة خمسة آخرين جراء قصف أوكراني بالمدفعية والطائرات المسيّرة، إضافة إلى تضرر منازل وبنية تحتية مدنية. هذه الهجمات تسلّط الضوء على أن المعاناة طالت أيضًا مدنيين روس في المناطق الحدودية.
الأرقام الإنسانية تبقى صادمة: بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حتى سبتمبر 2025، يوجد أكثر من 3.6 مليون نازح داخليًا داخل أوكرانيا، بينما سجّل أكثر من 6.8 مليون لاجئ أوكراني في أوروبا ودول أخرى. مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكد أن نحو 12.7 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة، مشيرًا إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2025، البالغة قيمتها 2.6 مليار دولار، لم تتلق سوى أقل من 50% من التمويل المطلوب حتى الآن.
الخلاصة: مع استمرار القصف على البنى التحتية، وتوثيق الانتهاكات بحق المدنيين في مراكز الاحتجاز، يواجه ملايين المدنيين في روسيا وأوكرانيا شتاءً قاسيًا يزيد من معاناتهم اليومية، فيما يقف المجتمع الدولي أمام تحدٍّ متجدد لوقف الانتهاكات وتوفير دعم إنساني عاجل.