من غزة إلى لبنان وسوريا واليمن.. المدنيون في قلب صراعات دامية منذ أكتوبر 2023

منذ السابع من أكتوبر 2023، دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة من العنف الإقليمي المتصاعد، حيث اندلعت حرب شاملة في قطاع غزة امتدت تداعياتها إلى لبنان وسوريا واليمن. وعلى مدار عامين تقريبًا، دفعت الشعوب ثمنًا باهظًا من أرواح المدنيين وانهيار الخدمات الأساسية.
غزة: حصيلة ثقيلة وانهيار صحي
في غزة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 65 ألفًا فيما تخطى عدد الجرحى 168 ألفًا حتى أواخر سبتمبر 2025، وفق أرقام وزارة الصحة التي تستند إليها الأمم المتحدة. تشير التقديرات إلى أن 85% من السكان — أي 1.9 مليون شخص — نزحوا من بيوتهم. دُمّر ما يقرب من 70% من المباني السكنية، وتحولت المدارس إلى ملاجئ مكتظة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
القطاع الصحي تعرض لضربات مباشرة؛ منظمة الصحة العالمية وثّقت 686 هجومًا على مرافق طبية بين أكتوبر 2023 ومايو 2025. اليوم، يعمل فقط 14 مستشفى من أصل 36 بطاقة لا تتجاوز 40%، فيما يقترب مخزون الوقود من النفاد خلال أيام.
لبنان: حدود ملتهبة ودم مدني
منذ أواخر 2023، شهد جنوب لبنان تصعيدًا عسكريًا متواصلًا بين إسرائيل وحزب الله. الضربات المتكررة بالطائرات المسيّرة والقذائف أوقعت حتى الآن أكثر من 500 قتيل مدني، بينهم ما لا يقل عن 120 طفلًا، بينما نزحت آلاف العائلات من القرى الحدودية نحو بيروت والمناطق الجبلية. آخر هذه الهجمات كان في بنت جبيل (21–22 سبتمبر 2025) حيث قُتل خمسة أفراد من عائلة واحدة، بينهم ثلاثة أطفال.
سوريا: أزمة ممتدة بلا أفق
على الجانب السوري، ما زالت البلاد تعاني من تبعات صراع استمر أكثر من عقد. في 2025، أعلنت الأمم المتحدة أن 16.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وهو أعلى رقم منذ بداية الحرب. ملايين السوريين ما زالوا نازحين داخليًا أو يعيشون في مخيمات تفتقر للبنية التحتية والخدمات الصحية.
اليمن: مأساة الأطفال مستمرة
في اليمن، تتواصل الأزمة الإنسانية الأصعب عالميًا. برنامج الغذاء العالمي حذّر من أن 2.4 مليون طفل دون الخامسة يواجهون خطر سوء التغذية الحاد هذا العام، في ظل نقص الإمدادات الغذائية وتراجع التمويل الدولي. هذه الأزمة لا تهدد حاضر الأطفال فقط، بل مستقبل أجيال كاملة.
الخلاصة
من غزة إلى بيروت ودمشق وصنعاء، تبرز صورة واحدة: المدنيون هم الحلقة الأضعف. آلاف الضحايا، نزوح قسري، نقص غذاء ودواء، وانهيار خدمات أساسية. ومع استمرار غياب أي حلول سياسية أو وقف شامل لإطلاق النار، تتعمق الكارثة يومًا بعد يوم، بينما تبقى التحذيرات الدولية عاجزة عن كبح نزيف الدم.